"الثقافة" تُصدر المجموعة القصصيّة "أطلس وتحوُّل الكائنات" للكاتبة مجدولين أبوالرُّب
ضمن سلسلة إصدارات "إربد العاصمة العربية للثقافة لعام 2022" صدرت عن وزارة الثقافة الأردنيّة المجموعة القصصيّة "أطلس وتحوُّل الكائنات" للكاتبة مجدولين أبوالرُّب.
ضمَّت المجموعة ثماني قصص قصيرة، تميَّزت بتنوُّع فضاءاتها، وتنوُّع شخوصها وموضوعاتها، واتَّفقت في اعتماد كاتبتها على قراءة دواخل النفس الإنسانيّة وتتبُّع منابع قلقها وانكساراتها الداخليّة، سواء منها ما يتأتى من أثر الماضي كما في قصة (نوافذ الطين)، أو من صدمة ما يحدث في الواقع كما في قصة (وشاح) أو (نهاية سان جوتاما) أو (مغامرات فتاة السيلفي) وغيرها، بما يكشف عن ملامح الواقع الاجتماعي الذي أسهم في التشكيل النفسي لتلك الشخصيات؛ ومنها شخصيّة معلم الجغرافيا في قصة (أطلس وتحوُّل الكائنات) الذي يعيش خارج زمن التكنولوجيا وتحوُّل الكائنات، ومنها شخصيّة العامل البنغالي في قصة (نهاية سان جوتاما) الذي يكشف موته حقيقة ديانته فيما يراه الآخرون كل بعين دينه، فيُصلّى عليه في المسجد ثم في الكنيسة، لتكشف آثاره من ثم أنه لا هنا ولا هناك، بل كانت له طقوسه الدينيّة السريّة الخاصة، إلى الفتاة في قصة (أرملة) التي في غمرة ركضها في سبيل الآخرين تعيش شعور أرملة وإن لم تتزوَّج أصلًا، وغيرها من الشخصيات المُنتزَعة من واقع إشكالي لتقول ما لا يقوله ظاهرها.
وجاء تنوُّع أساليب القصّ داخل هذه المجموعة؛ لينمَّ عن مقدرة أبوالرُّب الإبداعية، وامتلاكها لأدواتها الكتابيّة لغةً وتقنيات قصصيّة. وهو ما تلمَّسه القارئ لمجموعات أبوالرُّب القصصية السابقة "تشرين لم يزل"، "لوحات فسيفسائية"، "الأدرد"، "الرجوع الأخير"؛ حيث توافرت قصصها على سويّة فنيّة قوامها الثيمة، والشخصية، والبناء القصصي القائم على صراع درامي يتنامى شيئًا فشيئًا منذ مرحلة التمهيد للحدث، مرورًا بالذُروة، وانتهاءً بحلّ العقدة.
وبالإضافة إلى الثيمة، والشخصيّة، والبناء المعماري وما يتخلّله من تصعيد درامي مدروس يُفضي إلى نهاية تنويرية، فإنَّ القاصة مجدولين أبوالرُّب تمتلك لغة قصصيّة رشيقة لافتة للانتباه.